الأحد، 21 فبراير 2010

البرادعي كان متآمرا على العراق ولا يليق بقيادة مصر بقلم:د.غالب الفريجات

الدكتور غالب الفريجات

لست مقتنعا بمعظم العرب الذين يعملون في المنظمات الدولية، بحكم انخراطهم تحت هيمنة الغرب، وبشكل خاص المخابرات المركزية الاميركية، وصحيح ان بعضهم وهم القليلون من قاوم وبشراسة مثل هذه الهيمنة، ولا نملك تجريدهم من وطنيتهم، ولا انتماءهم القومي، ولكن البرادعي لم تؤشر مسيرته المهنية في هيئة الطاقة الدولية على ذلك، فقد كان متآمرا على العراق وضعيفا امام سيطرة المخابرات الاميركية، وكان حريا به ان يرفض ذلك ويقدم استقالته، ولكنه آثر الموقع الوظيفي، ومصالحه الخاص على حساب فضيحة ممارسات فرق التفتيش، وتوجيهها من قبل المخابرات الاميركية، كما فضحها سكوترالضابط الاميركي.



سلوكية البرادعي تذكرنا بسلوكية بطرس غالي عندما كان امينا عاما للمنظمة الدولية، فقد سار على خطى تعليمات المخابرات المركزية الاميركية، ولمجرد انحرافه قليلا عن المصالح الصهيونية قامت اميركا برفض التجديد له، وكان الوحيد من بين الامناء العامين للمنظمة الدولية ممن لم يتم التجديد له للمرة الثانية، فكانت مصالح "اسرائيل " وراء ذلك وليست مواقفه المتعارضة مع رغبات واشنطن، التي الحقت المنظمات الدولية بوزارة خارجيتها، وعندما لم تستطع لوي عنق هذه المنظمة او تلك تغادرها بالمقاطعة، كما فعلت مع اليونسكو في السابق.

 كما انه يليق بمصر العظيمة ان يقودها واحد من ابنائها الذين يشار اليهم بالبنان، لان قيادته تتجاوز قيادة مصر الى الامة العربية، باعتبار ان مصر هي الشقيقة الكبرى، وهي قائدة النضال القومي العربي، ولهذا فان قيادة مصر ودورها يهم كل العرب، وفي المقدمة منهم شعبها الشقيق، حتى افريقيا والعالم.

 ومن الجائز ان الادارة الاميركية قد اخذت في تلميع البرادعي الذي كان يسير في خدمتها وخدمة " اسرائيل"، والتي لم يعترض على برامجها النووية وامتلاكها الفعلي لاسلحة الدمار الشامل، التي اتهم بها العراق تحت سمع وبصر وتنفيذ البرادعي.

ان الحركة الوطنية المصرية مدعوة ان تخوض الانتخابات الرئاسية بقيادة تليق بها، وان مصر وحركتها الوطنية قادرة على فرز مثل هذه القيادة التاريخية، التي بدون ادنى شك ان الام المصرية العظيمة قد انجبت الكثير من هؤلاء، وممن سيعيد لمصر دورها الوطني والقومي والعالمي

البرادعي كان متآمرا على العراق، وغدا سيكون في مقدمة المتآمرين على دور مصر الوطني والقومي والعالمي، وسيخنق مصر في حدودها الجغرافية، ويضيق على المصريين حريتهم وعيشهم، فمن يتآمر على العراق لا يتورع ان يتآمر على مصر؟، فالانتماء القومي مؤشر على الانتماء الوطني،ولا يجوز امام حالة الرفض  لنظام مبارك ان تقبل الجماهيرالمصرية وحركتها الوطنية بمجرد التغيير،لان مثل هذا النوع من التغيير لن يحقق الاهداف الشعبية، ولن يتقدم بمصر خطوة الى الامام، فالبديل في البحث عن شخصية وطنية مصرية ذات بعد قومي، لان دور مصر وحجمها يكمن في قيادتها لامتها، وتوظيف هذه القيادة في خدمة قضايا مصر الوطنية والقومية، والدفاع عن مصالح ابناء عروبتها.

 مصر في العهد القادم ان لم تفرز قيادة وطنية ذات بعد قومي، ستستمر في السير في ركب التعليمات الاميركية وخدمة المصالح الصهيونية، وستبقى سيناء محتلة وتدفق النفط المصري باسعار تفضيلية، ارخص من السعر الذي يدفعه المستهلك المصري، وسيخسر كل العرب دورها القيادي، في ظل غياب الدور العراقي ومحاصرة الدور السوري.

 الانتخابات الرئاسية المصرية تهم كل العرب، وفي المقدمة منهم اشقاؤهم في مصر العروبة، لان الامة العربية تعيش في وضع لا تحسد عليه، في ظل العنجهية والعربدة الصهيونية، ونوايا ملالي طهران الفارسية المجوسية، تحت المظلة الاميركية، ولن يكون لمصر الدور المعول عليه ان لم تكن في اهداف قيادتها الجديدة البعد القومي في سياساتها، والعمل على مساندة المقاومة العراقية الباسلة، ونضالات الشعب الفلسطيني، وحماية سوريا مما يحاك ضدها، والوقوف في وجه الاطماع الفارسية.



نحب مصر ونحرص عليها، كما نحب كل ذرة تراب من وطننا العربي، ونحرص عليها ونحميها، وايا كانت وجهات نظرنا في هذا النظام العربي او ذاك، فلن نقبل بالتفريط في تراب الوطن والامة لانها خيانة، ومن حقنا ان نطمع في دور مصري وطني قومي، لاننا نؤمن بدورها التاريخي وقيادتها للنضال القومي، ونؤمن ان شعبها العظيم تليق به قيادة عظيمة، وانه قادر على فرز مثل هذه القيادة، فمصر ام ولود، اهدتنا على مر الايام من القيادات ما نفخر به، في شتى العلوم والمعارف والمواقف البطولية، فحيا الله مصر وحيا شعبها العظيم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعريف الصحيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية كالآتي

"منظمة تخدم الدول الكبرى بتوفير الخدمات الفنية ومنح الغطاء القانوني للقيام بأي إجراء يمنع أي دولة أخرى من أن تخرج من دائرة نفوذ واحدة أو أكثر من هذه الدول الكبرى".

أما الذي يقبل منصب رئاسة هذه المؤسسة من بيننا فلا يخرج وصفه عن واحد من اثنين:
1. إما ساذج غير مدرك لمجريات الأمور في السياسة وتوزيع النفوذ الدولي.

2. وإما أن يكون وصولياً انتهازياً منعدم الهوية صاحب شهوة للشهرة يستمتع بمكانته في الأوساط الدولية وبين صناع القرار في المجتمع الدولي أياً كان الثمن.

أما عن جوائز نوبل فهل تسائلنا عن حائزيها -ونحن نتكالب دوماً على الاحتفاء بهم- من منهم كان من المناصرين لقضايا أوطانهم القابضين على هوياتهم وعقائدهم؟ أو ليست هذه الجائزة شهادة عليهم لا لهم؟

انضم للحمله بالضغط على احدى الروابط التاليه

http://www.facebook.com/pages/l-llbrdy/193834390196

http://www.facebook.com/group.php?gid=342954660004

http://www.facebook.com/group.php?gid=336358171615

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More